> تعقيبا على مقال مشعل السديري «يا ليل الصب متى غده؟!»، المنشور بتاريخ 13 فبراير (شباط) الحالي، أقول: إنه مقال طريف رقيق يماثل رقة مطلع القصيدة الشهيرة: يا ليل الصب متى غده؟ وهي للشاعر أبي الحسن علي الحصري القيرواني (المتوفى عام 488 للهجرة)، قالها في أحد الأمراء حينذاك، لكنها صارت منهلا للجميع ينهلون من معينها الرائق العذب، ومن دفق شاعريتها الفياضة بأمواج العاطفة المتألقة والأحاسيس المرهفة. وقد عارضها شعراء، أذكر منهم أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته: مضناك جفاه مرقده وبكاه ورحم عوده حيران القلب معذبه مقروح الجفن مسهده وبرأيي لم يتفوق الشاعر المصري شوقي أو غيره من الشعراء على القيرواني المبدع، وذلك لصدق معاناته وتلقائية أدائه الشعري المطبوع:
يا ليل الصب متى غده أقيام الساعة موعده؟
رقد السمار فأرقه أسف للبين يردده ..إلى آخر القصيدة.
زيدان خلف محيي اللامي – لوكسمبورغ [email protected]