الدولة الواحدة هي الأبقى

TT

* تعقيبا على مقال صالح القلاب «أسبوع حاسم للوصول إلى (المفاوضات غير المباشرة)»، المنشور بتاريخ 18 فبراير (شباط) الحالي، أقول: إن العرب يضيعون الكثير من وقتهم في محاولتهم التوصل إلى تسوية على أساس دولتين. وعليهم الانتقال إلى مرحلة المطالبة بدولة واحدة ديمقراطية لشعبين. فالواقع الحالي لن يسمح بنجاح تسوية على أساس دولتين في ظل تنامي نفوذ اليمين الإسرائيلي وحجمه من ناحية، وتزايد الانقسام الفلسطيني (الناجم عن حالة الاستقطاب في النظام الإقليمي) من ناحية أخرى. فاليمين الإسرائيلي لا يتوافر لديه دافع للتسوية، وهو مرتاح للوضع الراهن. وإذا تغير الواقع للأسوأ، أي انتقل إلى مرحلة من المواجهة، فسوف يحقق مكاسب أكبر، ويزداد تشددا. أما الفلسطينيون المنقسمون، فأحد أطرافهم يخشى عواقب تسوية تسهم في إعادة إنتاج حماس قوية تحصل على الأرض المأمولة؛ لذا سيعجز عن دفع الثمن اللازم لتلك التسوية. بينما الطرف الثاني مرتاح في إمارته الغزاوية المسيجة بشعارات المقاومة. يبقى الحديث عن دولة واحدة لشعبين أقرب لأن يتفهمه العالم الخارجي، إذ يشكل أيضا ابتعادا عن الطرح المستند إلى أسس دينية أو عرقية. وهو الطرح الوحيد الكفيل بإذابة اليهود في المحيط العربي خلال أقل من 50 عاما في حال تحقق.

صلاح صابر - مصر [email protected]