الخطر في التعصب لا في الكرة

TT

> تعقيبا على مقال إكرام عبدي «أعز ما يطلب: الكتاب أم كرة القدم؟» المنشور بتاريخ 1 مارس (آذار) الحالي، أقول: باختصار إن الكرة تخاطب عاطفة الإنسان بينما الكتاب يخاطب عقله، وشتان بين الخطابين. إن المباراة التي نشاهدها اليوم، مهما كانت مثيرة، تفقد بريقها مع مرور الزمن، لكن الكتاب لا يفقد بريقه لأنه يخاطب فكرنا، فكتب وأفكار أرسطو وأفلاطون، مثلا، تبقى حية مع مرور الزمن، لكن الأحداث الرياضية لتلك الفترة لا يمكن أن تشدنا كما هي الكتب. في نظري إن كان مقياس الشركة الاستثمارية يقاس بالأرباح فإن النشاط الفكري ليس كذلك، وإلا أصبح الكاتب عاملا أجيرا لمن يدفع أعلى، وحينذاك نقول على الفكر المبدع السلام. وأخيرا، إن كرة القدم ليست خطيرة على الفكر والكتاب، إنما الخطورة تكمن في الفكر المتعصب الأصولي الذي يزرع في عقول الشباب ويجندهم لاقتراف جرائم في حق بني قومهم والأقوام الأخرى. هنا يكمن الخطر على الشباب لا في كرة القدم.

حبيب تومي - النرويج [email protected]