حيرة قادة الجنوب كبيرة

TT

> تعقيبا على خبر «(الجزيرة) أكبر مشروع زراعي سوداني يصبح ساحة معركة انتخابية بين البشير وعرمان»، المنشور بتاريخ 14 مارس (آذار) الحالي، أقول: حقا ما يقوله المثل الشعبي من أن «الجمل لا يرى عوجة رقبته». فهو ينطبق تماما على الحركة الشعبية ومرشحها للرئاسة، عرمان. فقد حكمت الحركة الجنوب لمدة 5 سنوات، شهد خلالها تدهورا مريعا في كل المناحي، حتى جاهر معظم أهل الجنوب بأن حالهم أيام الحرب، وتحت حكم المؤتمر الوطني، كان أفضل من أيام السلام وحكم الحركة الشعبية. وهذا وحده يكفي لإدانة الحركة التي يعلو صوتها في الشمال ويرتفع، بينما يخفت تماما في الجنوب، لأنها لا تملك ما تقوله لأهله، وهي التي تسلمت مليارات الدولارات من الخرطوم، أي نصيب الجنوب من البترول، لكنها ذابت واختفت سريعا، ولا يعرف أهل الجنوب أين ذهبت، لأنها لم تظهر لهم في شكل خدمات، بينما يتهم قادة الحركة بعضهم بعضا بالفساد. أما عن أحزاب المعارضة فهي تتقدم بمطالب تعجيزية لإفشال إجراء الانتخابات، خشية من نتائجها، وعدم ثقتهم في الشارع السوداني. وما الاضطراب السائد وسط الأحزاب إلا دليل على أن القوم لا يعرفون كيف يتصرفون. فهم مع إجراء الانتخابات مرة ومع تأجيلها مرة أخرى، وهي في حيرة من أمرها فعلا.

عبد الخالق محمد طه – الإمارات [email protected]