من يرسم صورة الآخر؟

TT

> تعقيبا على مقال هاشم صالح «عبد الوهاب المؤدب والتشاؤم الإيجابي»، المنشور بتاريخ 19 مارس (آذار) الحالي، أقول: إن التيارات المتطرفة والرجعية في منطقتنا نجحت في السيطرة على الساحة العامة فيها، وفي تهميش القوى التقدمية والتيارات التنويرية وطردها، والانفراد بمعارضتها للحكومات في بلدانها، من خلال سيطرتها على المؤسسات الدينية وتسييسها لها، وجعلها بوقا لخدمتها، وفرض سيطرتها الإدارية عليها. وفي الوقت الذي كان المثقفون والليبراليون العرب عاجزين عن تنظيم أنفسهم والتعريف بأفكارهم، قامت الحركة الرجعية بتعريفهم ووصفهم ورسمت لهم الصورة التي تريد أن تسوقها للجماهير. هكذا أصبح المثقف والمؤمن بالعلم وبالحرية عميلا وملحدا ومنحلا أخلاقيا! هذا الوضع سوف يتواصل، ما لم تقم الفئات المثقفة والتيارات الليبرالية بتعريف نفسها من جديد، وتعريف خطابها ورسالتها التقدمية.

نبيل محمود هنية - الولايات المتحدة [email protected]