درويش.. مرآة لحضارة شعب

TT

* مقال سمير عطا الله «لا تستحقونه»، المنشور بتاريخ 12 أبريل (نيسان) الحالي، أقول: إنه مقال نقدي بليغ. لكن في الحياة الأدبية، التي هي مرآة تعكس مصداقية سياق الحياة العامة للشعوب، وتؤشر بدقة إلى إرهاصاتها، ثمة من يفتقد الوعي، أو تجتذبه أهواء المصالح المادية، أو تفرض عليه ميوله الحزبية، أن يتخذ موقفا منحازا بمقدار ما. مثل هكذا موقف مهزوز وغير مسؤول، غايته النيل من شاعر راحل كان سائرا على طريق الالتزام برسالة الشعر، كمعادل موضوعي لإدامة وتواصل توهج أضواء قضيته الكبرى، قضية الأجيال الفلسطينية في تحرير أرضها المغتصبة، وعودة أبنائها المهجرين إليها، منتصرين، هي مجرد محاولة خائبة لا تأثير لها على مكانة محمود درويش شاعرا ومناضلا، لأنه ليس شاعر مقاومة وحسب، بل هو رمز كاشف لحضارة الشعب الفلسطيني، وللنضج الفكري والثقافي لشعب يكافح بإصرار وبعزم عنيد.

زيدان خلف محيي اللامي- روسيا [email protected]