حكومة كل العراقيين

TT

* تعقيبا على مقال وفيق السامرائي «هل يعقل يا ساسة العراق؟»، المنشور بتاريخ 13 أبريل (نيسان) الحالي، أقول: إن قلة الخبرة السياسية لدى المالكي، والنرجسية المفرطة التي امتاز بها، هما ما أوصلا الحال في العراق إلى ما هي عليه. فالمالكي وفيلق المستشارين الذين أحاطوا به، توهموا أن عملية إدارة دولة في حجم العراق وموقعه وظروفه، مسألة روتينية، لا تحتاج إلا إلى إغداق المال على البعض، وإلحاق مئات الألوف من الشباب بصفوف قوات الأمن. ولم يدرك هؤلاء أنهم تولوا مسؤولية لا قبل لهم بها. فالدولة التي أسقطها الأميركيون كانت تتكون من أجهزة أمن ومخابرات على درجة عالية من الخبرة والمهنية، بناها حزب البعث، ومن ضمنها خلايا نائمة معدة للعمل في أي وقت وفي كل الظروف وبقدرة عالية على التنفيذ. وقد تمكنت من الإيقاع بالمالكي في فخ الطائفية. ما أعتقده الآن، هو أن الوضع بات بحاجة إلى حكومة حكيمة فعلا، تخرج العراق من مستنقع الطائفية، وتتعامل مع الواقع بأن تفاوض جميع اللاعبين في الساحة السياسية ممن يؤثرون على سير الأحداث، حتى لو اضطرت لعقد سلام شجعان حقنا لدماء العراقيين.

مازن الشيخ [email protected]