في الترجمة ومتاعبها

TT

> تعقيبا على مقال هاشم صالح «الترجمة.. وتنوير العرب» المنشور بتاريخ 16 أبريل (نيسان) الحالي، أقول: إن العنوان لفت نظري، لدلالته الكبيرة على موضوع الترجمة إجمالا، وبالأخص إلى العربية. قبل أيام كلفتني إحدى الأديبات المغتربات مراجعة رواية انتهت منها أخيرا، ففعلت، لكنها اعترضت على إعادتي صياغة بعض العبارات المترجمة عن كبار من هذا الغرب. وفهمت على الفور مغزى الاعتراض، وحجم الخلل المعرفي الكبير الذي نعانيه، ليس بسبب النقل من اللغات الأجنبية الحية، إنما لأنه منعكس على النص المنقول عنه برمته، بحيث يصور «المترجم» ذاك الأديب أو العالم أو سواهما، شخصيات ركيكة الأسلوب إلى الحد الذي يفرض التساؤل عن الحقيقة في أدبهم، أو الفلسفة والمعرفة التي يحملونها. والحق أن الكثير ممن يصدرون الكتب المنقولة عن هذه اللغة أو تلك، لا يراعون الأساس العام في معنى الترجمة وكيفية النقل إلى العربية، للجهل في الأغلب، فينسحب الظلم هنا لا على المنقول عنه فحسب، بل وعلى اللغة المنقول إليها. المشكلة تكمن، في الأغلب، في أن هذا الجهل يؤدي إلى ضياع النقل الأمين، والتشويش على المعنى وإضاعته. أما فكرة الجائزة السعودية، فتستحق التطوير والتوسع في ميادين منحها حتى نرسي الأساس الذي نريده لعملية النقل اللغوي.

حسن آل بلال - (برلين) ألمانيا [email protected]