شاعر غير موجود

TT

> تعقيبا على مقال سمير عطا الله «البحث عن بوشكين عربي»، المنشور بتاريخ 17 أبريل (نيسان) الحالي، أقول: إننا نعيش فترة أدب الحداثة. ومن المؤكد أن نغادر مفاهيم شاخت وانتهت. من هذه المفاهيم مفهوم «شاعر الأمة»، الذي يراد لشعره أن يختزل معاناة الأمة ويلخص كل تجاربها في الحياة، ويصبح الناطق الرسمي بأهدافها ورافعا شعاراتها حاملا أيديولوجيتها الشمولية. من هنا لا ينبغي لنا أن نردد مقولة أدبية عاشت في القرن الماضي، وجعلت النتاج الأدبي قسمين. فكان ثمة نتاج للأدب وآخر للحياة أو المجتمع، وفي ذلك احتكار للأديب وتوظيف له خارج إرادته الحرة، ومعاناته لتجاربه الحياتية وما تنطوي عليه من أحاسيس وانفعالات وأفكار. لهذا كله لا يوجد شاعر واحد يمثل المسار التاريخي للأمة، مثلما كان عليه الحال قديما مع شاعر القبيلة، وإنما توجد القصيدة التي تتلون أغراضها حسب حاجات الشاعر الذاتية حينا، وحاجات المجتمع الموضوعية حينا آخر.

زيدان خلف محيي اللامي – روسيا [email protected]