دور بحثت عنه ألمانيا

TT

> تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «الألمان في أفغانستان»، المنشور بتاريخ 24 أبريل (نيسان) الحالي، أقول: إن ألمانيا لم تكن بعيدة يوما عن أفغانستان. فهي كانت تاريخيا، وخلال الحرب الأهلية وما تلاها من اضطراب، ملاذا للكثير من القادة الأفغان واللاجئين. إلا أن ثمة أسبابا جوهرية جعلت من الظروف الأفغانية وتطوراتها ساحة تمدد للعسكر الألماني خارج البلاد. ربما لأول مرة بعد انكفاء جنود ألمانيا وهزيمتهم المريرة في الحرب العظمى الثانية، تم اتخاذ قرار استراتيجي مهم أيام المستشار الاشتراكي غيرهارد شرودر بالإيذان لحقبة تسمح لألمانيا بوجود عسكري، لأول مرة، خارج أراضيها. وبدا تنفيذ الموقف الجديد مريحا لساسة الصف الأول، ومحفزا للترويج لتعزيز الاستقلال، وسيادة القرار السياسي الألماني. وداعبت التطورات غير المسبوقة المشاعر النفسية لغالبية المواطنين، وهم يعايشون رفع العلم الألماني من جديد على نطاق شعبي واسع. إن انسحابا افتراضيا للقوات الألمانية، قد يعني زجا لها في مناطق اضطراب غير معروفة، وإشكالا للحكومة المحافظة الحالية لا قدرة لها على تحمله، وهي بهذا لا تكون بديلا لمواقف مماثلة عرفت بريطانيا بها، بل تأسيسا لدور جديد ظلت ألمانيا زمنا بعد الحرب تبحث عنه.

حسن آل بلال – ألمانيا [email protected]