مسؤولية تاريخية لطرفين

TT

> تعقيبا على مقال طارق الحميد «نعم.. هل قَبِل السيستاني؟»، المنشور بتاريخ 8 مايو (أيار) الحالي، أقول: إن الجديد في المسألة العراقية هو ما سمعناه عن قبول الكتلتين المتصارعتين بأن يكون السيستاني حَكَما في ما بينهما لحل الخلاف الذي جاءت به الانتخابات الأخيرة، حين حصلت كتلة علاوي على أغلبية ضئيلة، بينما رأت كتلة المالكي أن تقوم بقلب الطاولة في وجه الجميع، وتستصدر حكما من اللجنة العليا للانتخابات بإعادة فرز الأصوات يدويا لمدينة واحدة وهي العاصمة دون غيرها. الكتلتان «دولة القانون» و«الائتلاف الوطني العراقي»، إن لم تحسما أمرهما بالاتفاق على حل هذه المعضلة، فإن مستقبل العراق برمته سيكون على شفا جرف خطير. خطورة الموقف تكمن في ظهور الطائفية مرة أخرى، ممثلة بعودة أهم كتلتين سياسيتين في البلاد للاسترشاد برأي زعيم طائفة بعينها، في الوقت الذي لا يمكن إغفال وتهميش دور الطوائف الأخرى، وهي تمثل في مجموعها أغلب سكان العراق. كتلة إياد علاوي ضمت جميع أطياف العراق، وبقي شمال العراق ممثلا في أكراده وبقية السنّة بمثابة رمانة الميزان، وهم يمثلون غالبية العراق، حيث لا يمكن لأي كتلة تجاهلهم.

أحمد وصفي الأشرفي - السعودية [email protected]