العرب هاجروا من غير كاسترو

TT

> في الجزء الثاني من مقاله «حصار كوبا»، المنشور بتاريخ 8 مايو (أيار) الحالي، كان سمير عطا الله منصفا، ولم يكن كذلك في الجزء الأول منه، بل كان غير عادل في حكمه، لأن المعلومات التي كان البعض يتلقاها في بداية تسلم كاسترو ورفاقه السلطة في كوبا، والسنوات الخمس والعشرين التي تلتها، كانت مستقاة بالكامل من أجهزة الأعلام الأميركية والغربية. كاسترو لم يتوانَ عن مساعدة الشعوب المقهورة، وأرسل لهم مقاتلين لمحاربة الاستعمار القديم أو الجديد، وظلت بلاده، رغم فقرها، مفتوحة تباهي بنظام يهتم بالعلوم ويقدم لشعبه عناية طبية أفضل مما تقدمه معظم دول العالم. ثم أين السجون التي يجري الحديث عنها، بينما تقول الإحصائيات أن ربع الشعب الأميركي في السجون؟ ألم يجوِّع الغرب مصر عبد الناصر ويحاصرها، وكذلك العراق والسودان وليبيا وإيران وزيمبابوي وكوريا الشمالية؟ والآن يحاول أن ينتقل إلى محاصرة سورية. أما الحديث عن الهجرة ووصفها بأنها هروب فهو حديث يتجاهل كونها ظاهرة عالمية، وينسى أن اللبنانيين والسوريين وغيرهم من مواطني الدول العربية هاجروا بالملايين، بل عشرات الملايين، من دون حاجة إلى وجود كاسترو عربي يحكمهم.

عبد الملك مروان - فرانكفورت - ألمانيا [email protected]