هذا الاحتضان الغريب!

TT

> تعقيبا على خبر «أبو الغيط وسليمان في الخرطوم.. والبشير يحتج بشدة لاستضافة القاهرة لزعيم متمرد»، المنشور بتاريخ 10 مايو (أيار) الحالي، أقول إنه ليس هناك دولة أو شعب في العالم له من العلاقات الخاصة ما لمصر وشعبها مع السودان وشعبه، وهي علاقات تمتد آلاف السنين. فقد بدأ السودانيون السفر إلى مصر بقصد العمل والتعليم، منذ مطلع القرن الـ19. وهناك مصاهرات كثيرة بين الشعبين، أنتجت أجيالا مختلطة الدم. ويربط بين البلدين نهر النيل العظيم. ولولا اختيار السودانيين في منتصف الخمسينات، الاستقلال، لكانت مصر والسودان اليوم بلدا واحدا. ورغم الكثير من الخلافات والتوترات العارضة بين السياسيين في البلدين، فإنها لم تؤثر في العلاقات الشعبية قط. وتمر العلاقات بين البلدين، حاليا، بأحسن مراحلها، على الرغم من استضافة مصر لمكاتب حركات متمردة في السودان، كالحركة الشعبية قبل اتفاق السلام وحتى اليوم، ومكاتب لحركات تمرد دارفور حاليا. ويستغرب كثير من أهل السودان أن تستضيف مصر حركات خارجة عن القانون، رفعت السلاح ضد الحكومة، وتفتح لها مكاتب في القاهرة، في حين ترفض مصر مرور أي معارض لها بالسودان مجرد مرور ناهيك عن أن يُفتح له مكتب بالخرطوم! عبد الخالق محمد طه – الإمارات [email protected]