لا تمنحوا إيران أوراقا عربية

TT

* تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «المثلث المعقد» المنشور بتاريخ 13 مايو (أيار) الحالي، أقول: لو كانت السياسة والسلوك الرسمي الإيراني أكثر توازنا وأكثر التزاما بمعايير العلاقات الدولية السليمة، وأكثر مراعاة لحقوق الجوار مع العرب، ولو تخلت إيران عن مخططات التدخل وتصدير مشروعها المذهبي إلى الدول العربية والإسلامية، لما تمنى أحد عزل إيران ومحاصرتها. فهي جارة للعرب قبل كل شيء. لكن الأماني لا يجب أن تحجب حقائق السياسة الإيرانية التوسعية، وعلى الأطراف العربية الحريصة على إيران أن تتحلى بالواقعية وتراعي متطلبات الأمن القومي العربي والمصالح الحيوية العربية، في ضوء التهديد الذي يمثله المشروع الإيراني الطائفي وتأثيراته السلبية، وأن تمتنع عن منح طهران أوراقا عربية إضافية تساعدها في رفع سقف تعنتها وغرورها في مواجهة العالم، تحت غطاء ادعاءات إسلامية وثورية دعائية، وبالأخص فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وحقوق سورية في استعادة أرضها المحتلة. إذا كانت القيادة السورية محكومة بتوازنات دقيقة تتطلب يقظة وحذرا إضافيين في علاقاتها الدولية والإقليمية.

د. يحيى الزباري - هولندا [email protected]