الديمقراطية شجاعة والدكتاتورية جبن

TT

* تعقيبا على خبر «المالكي لـ(الشرق الأوسط) خارجا من وليمة طالباني: رئاسة الحكومة لن تخرج عن (دولة القانون)، المنشور بتاريخ 21 مايو (أيار) الحالي، أقول: لقد خيب الفائزون أمل ملايين الناخبين عبر هذا السجال العقيم الذي دخل شهره الثالث! كل يبكي على ليلاه والشعب يبكي على الوطن ويلملم جراحه عسى أن تفتح نافذة أمل في الأفق الذي أغلقته بعض الكتل السياسية. ما يجري في العراق لا يدل على وجود نضج فكري وسياسي لدى ساستنا ولا حرص على مصلحة العراق. ساستنا غير ديمقراطيين ولا يفقهون شيئا في الديمقراطية، وهم نتاج الفكر الدكتاتوري الذي نشأوا عليه ونهلوا منه. الجميع منغلق على نفسه ومتمسك بثوابته التي ليست بالضرورة تخدم الشعب. إنهم يسدون خدمة للإرهاب وبقايا مجرمي الأمس ومخابرات دول تلعب لعبتها الدموية داخل العراق. وفي الوقت الذي تضعف فيه الجبهة الداخلية، فإنهم يمنحون أعداء الديمقراطية فرصة أكبر للاستقواء، والأحداث الأخيرة تشير إلى أن الأمور قد تنفلت من يد الجميع. أخطر ما في الأمر هو استنساخ السنوات الأربع الماضية وإسقاطها على السنوات الأربع القادمة بفسادها وسوء إدارة الدولة ومظاهر الطائفية المقيتة والعزلة الدولية والمزيد من نزيف الدماء. التصرف بديمقراطية شجاعة وممارسة الدكتاتورية جبن.

خالد الركابي [email protected]