رجل عقلاني ووسط متمرد

TT

> تعقيبا على خبر «عبد العزيز الحلو لـ(الشرق الأوسط): السودان سيكون مثل يوغوسلافيا إذا انفصل الجنوب»، المنشور بتاريخ 24 مايو (أيار) الحالي، أقول: إن عبد العزيز الحلو، هو من أكثر قادة الحركة الشعبية انضباطا ومسؤولية، ولم يقم بأي مشاكسات أو مناكفات مثل بقية قادة الحركة، والدليل على ذلك هو الانسجام التام بين الحركة والمؤتمر الوطني في حكومة ولاية جنوب كردفان. أما ما يسمى بالمشورة الشعبية، فهي لا تعنى أن تنضم ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق إلى الجنوب بأي حال من الأحوال، بل المقصود هو الطريقة المثلى لإدارة الولايتين ضمن السودان الشمالي، الذي تتبع له الولايتان، وهما جزء لا يتجزأ من أرض الشمال، حيث لا يربط بينهما أي رابط مع الجنوب، سواء من الناحية الثقافية أو الدينية أو العرقية أو اللغوية. فقبائل المنطقتين مرتبطة بقبائل الشمال منذ آلاف السنين، بينما ربطها بالجنوب بدأ بعد تمرد 1983 الذي قاده جون قرنق حينما جر المنطقتين إلى الحرب بدعاوى التهميش. حينذاك، لم تكن الحركة الشعبية مهتمة بقضايا المنطقتين ومشكلاتهما، بل كان همها الأول التمرد وتوسيع نطاق الحرب على الحكومة السودانية والجيش السوداني لتخفيف الضغط على قوات الحركة في الجنوب، وهي المنطقة التي تهم الحركة وقاتلت من أجلها.

عبد الخالق محمد طه - الإمارات [email protected]