حركة سياسية غريبة

TT

> تعقيبا على خبر «عبد العزيز الحلو لـ(الشرق الأوسط): السودان سيكون مثل يوغوسلافيا إذا انفصل الجنوب»، المنشور بتاريخ 24 مايو (أيار) الحالي، أقول: غريب أن تتسبب الحركة الشعبية في كل المآسي التي يعيشها السودان ثم تتهم الشمال بتهميشها. والأكثر غرابة، هو أن تسمي نفسها «حركة تحرير السودان» ثم تتقوقع في الجنوب، وغاية أهدافها هي فصله عن بقية البلاد. عندما تشعر الحركة بالضعف، تدعي أن الشمال لم يعمل من أجل وحدة جاذبة. وتسعى من وراء هذا الاتهام إلى ابتزاز الشمال. غير أنها كشفت بذلك مدى الضعف الذي تعانيه الحركة، وكونها تقدم تبريرات فشلها مسبقا. فالشمال لم يكن يوما في حالة حرب مع بعضه، وعوامل وحدته وتماسكه أعظم من أن تستغلها كلمات جوفاء مثل (التهميش - حكومة المركز...إلخ). إن أرادت الحركة النظر إلى نفسها ضمن حدود وطن واحد، فقد امتلكت ما لم تحلم به يوما (ثروة وسلطة وأرض). وأما إن كانت لا تزال ترى في نفسها مجرد مجموعة متمردة (قد حازت نصرا)، فهي مخطئة، لأن الزلزال هذه المرة سيأتي من تحت أقدامها من قبل الشعوب والقبائل الجنوبية، التي ترفض تهميش جوبا، ولديها الحق في اقتسام ثرواتها والتنمية والتعليم والأمن. فليترك الحلو النواح والأماني المريضة.

مروان سعيد - السودان [email protected]