نظام كرّس مفاهيم الانفصال

TT

> تعقيبا على مقال طارق الحميد «السودان وتقويض النظام»، المنشور بتاريخ 24 مايو (أيار) الحالي، أقول: إننا لا نرغب في التشاؤم، بل نرغب في أن نكون واقعيين عند النظر إلى حال السودان اليوم. فهذه الدولة لم يحرص كل الذين تعاقبوا على حكمها، منذ استقلالها في منتصف القرن الماضي، على وحدتها وأمنها وسلامة مواطنيها، أكثر مما حرصوا على سلامة كراسيهم، أسوة بحال بعض الزعماء العرب. فالسودان، ومن خلال السيناريوهات التي نشاهدها على مسرحه السياسي، يسير على خطى يوغوسلافيا السابقة. فنظام البشير، الذي حكم طيلة العشرين عاما الماضية، كرّس مفهوم الانفصال من خلال سياسة القمع والاستبداد، وخلق من المعارضين عددا يفوق عدد معارضي من حكموا السودان قبله. فمسألة اعتقال الترابي بتهمة تتعلق بهيبة الدولة، أو التآمر على الدولة، أمر ألفه الترابي نفسه، ولم يعد إلقاء التهم عليه بالشيء الجديد. على البشير أن يبقي شيئا يمكن الحرص عليه اليوم في بلده، الذي تهدده الانقسامات، كأن يحرص على وحدته بالابتعاد عن كل ما يؤدي إلى التأزم. فلا الاعتقالات سوف تعجل بحل مشكلات السودان، ولا التصفيات السياسية ستبقيه مستقرا أمنيا.

د. ماجد عبد الله - الولايات المتحدة [email protected]