جنوب أفريقيا عنصرية أخرى

TT

> تعقيبا على خبر «أردوغان لإسرائيل: عداوتنا لها ثمن.. ولسنا دولة قبيلة»، المنشور بتاريخ 2 يونيو (حزيران) الحالي، أقول إن ما حدث يعيدني بالذكرى إلى اليوم الذي قررت فيه أن أغادر إلى المغترب بعد أن اقتنعت أن الحرب اللبنانية حولت المواطنين إلى حطب مواقد. وفي طريقنا إلى مصر على متن سفينة شحن، أوقف السفينة في عرض البحر، قراصنة إسرائيليون، سلطوا علينا أضواء كاشفة في عتمة الليل، بعدما أداروا علينا رشاشاتهم الثقيلة وهم يسألون بمكبرات الصوت إن كان على متن السفينة ما سموه «مخربين». كان الأطفال والنساء يتقيأون، ونحاول نحن تقديم المساعدة لهم وفق الإمكانات. كل هذا لم يعن شيئا للإسرائيليين، ولا شغلتهم معاناة الناس، على الرغم من أنهم يدركون أن حرب لبنان هي حربهم، ومعاناة شعبه ناتجة عن استراتيجيتهم. في تلك الليلة، تأكد لي أن الاستعمار الذي خرج، أناب عن نفسه دولة عنصرية لا تختلف عن عنصرية دولة جنوب أفريقيا.

شوقي أبو عياش - السعودية [email protected]