أضرار الفخامة العربية

TT

> تعقيبا على مقال خالد القشطيني «هل ستموت اللغة العربية؟»، المنشور بتاريخ 13 يونيو (حزيران) الحالي، أقول: إن العربية، لغة استنبطت وأخذت شكلها المعروف في القرن الثالث الميلادي، بعد أن تمت غربلتها عبر مصفاة اللغات السامية القديمة، ولسان أقوام تقوقعوا ولم يتفتحوا على رياح التغيير والتطوير. هي لغة غريبة على المنطق، أساسها التباهي والتفاخر بمن يستطيع التفخيم أكثر من غيره. فما هو المنطق مثلا في القول: امرأة امرأتان ثم ثلاث نساء إلى عشر نساء، ثم العودة بعدها إلى 11 امرأة. وما المنطق الكامن وراء وجود المثنى. وما المنطق أيضا، في أن نقول رجلا عظيما. وما المنطق في أن نخاطب النساء ونصفهن كما لو كن ولا نقول ونصفهم كما لو كانوا، وكأنما النساء هن عنصر حي لا يمت لنا بصلة. اللغة العربية عكست تفخيمها لنفسها على المتحدثين بها، فباتوا أسرى التفخيم نفسه وأسرى الكلمات الوردية وما تحتويه من أحلام كاذبة، تلون النفسية والعقلية العربيتين بلونها وطبيعتها.

عبد الملك مروان - فرانكفورت – ألمانيا [email protected]