رهائن غزة وسياسة حماس

TT

> تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «رفع الحصار قرار من؟»، المنشور بتاريخ 15 يونيو (حزيران) الحالي، أقول: إن قيمة أي موقف تتخذه سلطة مسؤولة تقاس بمردوده المادي والمعنوي على حياة الناس المسؤولة عنهم. ولا قيمة لسلطة تقيس الأمور وفق مردودها السياسي عليها وحدها. حماس تتحكم بحياة الناس في القطاع على وقع مصالحها ووفق حسابات الكسب والخسارة والتنافس السياسي في صراعها مع السلطة الفلسطينية. أما الفلسطينيون في غزة وما يواجهونه من مصائب ومصاعب، فهم مادة إضافية للمتاجرة والدعاية والكسب السياسي على الصعيد الإقليمي والدولي، وحقل يمارس فيه قادة حماس مواهبهم الآيديولوجية والخطابية، ويتعلمون فن التبرير السياسي بدلا من سياسة تحقيق المكاسب والمنجزات بالطرق الممكنة للتخفيف عن كاهل سكان غزة. المهم بالنسبة لساسة حماس هو البقاء في واجهة الأحداث وعلى شاشات التلفزيون، ليس العمل بكل الوسائل لإنهاء أسباب مواصلة حصار القطاع من جانبهم، وتجريد إسرائيل من بعض تلك الأسباب، وإعطاء فرصة للجهات العربية والدولية لدفع إسرائيل لتخفيف حصارها المشؤوم على القطاع. لقد بات واضحا للجميع أن رفع الحصار عن غزة، لا يصب في صالح حكام غزة المتمردين على الشرعية الفلسطينية.

د. يحيى الزباري (أكاديمي) - هولندا [email protected]