ألمانيا بلد المستشرقين الأكبر

TT

* تعقيبا على مقال سمير عطا الله «ذهب القطار وبقيت المحطة»، المنشور بتاريخ 23 يونيو (حزيران) الحالي، أقول: إن ألمانيا ظلت شغوفة جدا بمهد الحضارات، أي الشرق الأوسط والأدنى، في عهود القيصرية والنازية ووقتنا الراهن. وظل المستشرقون الألمان، الأكبر عددا بين مستشرقي الدول الغربية الأخرى. وكان كارستن نيبور وغيورغ فريدريش غروتيفند، أول من ترجم اللوحات المسمارية في أواخر القرن الثامن عشر. هذا عدا عن الاكتشافات الأثرية التي أسهم فيها الألمان، بل وكانوا في بعض الأحيان من روادها. لم يكن منطلق هذا الشغف، هو الرؤية المتعالية لفوارق حضارية، بل نظرة إعجاب ومحبة لاستكمال الموزاييك الحضاري. وعودة إلى الحرب العالمية الأولى، التي ساندت فيها الإمبراطورية العثمانية ألمانيا، فإن الأخيرة لم تنس ذلك، وفتحت أبوابها على مصراعيها للهجرة التركية، في فترة إعادة بناء ألمانيا. أما في الحرب العالمية الثانية، فقد أخطأت ألمانيا النازية الحساب، عندما اعتقدت أن العرب سيدعمونها ضد الاحتلالين البريطاني والفرنسي.

عبد الملك مروان – فرانكفورت - ألمانيا [email protected]