> تعقيبا على مقال حسين شبكشي «رحيل»، المنشور بتاريخ 5 يوليو (تموز) الحالي، أقول: رغم مكانته البارزة في ترتيب علماء الدين الشيعة، فإن العلامة فضل الله تعرض لمحاولات تهميش منذ ازدياد المد الإيراني مع وصول الخميني إلى السلطة، لأنه رفض الانصياع للهيمنة الفارسية والوصاية على قرار الشيعة الديني والسياسي، فكان نصيبه التنحية عن الواجهة، بعد محاولات عدة فاشلة لتصفيته. بقي هذا الرجل الهادئ المشبع بالعلم والحصافة مهمشا في السنوات الأخيرة من حياته. وكان أعظم ذنوبه عند المراجع العليا في طهران ومقلديهم عدم إيمانه بالمواقف التصادمية مع الطوائف الأخرى وتمسكه بالحوار إذا وجد لذلك سبيلا. كان مثلا للعالم الشيعي الذي يقدر مذهبه ولا يرى شرط الالتزام به التهجم على الآخرين والإساءة إلى معتقداتهم. فكان نموذجا لرجل الدين الذي يحتاجه هذا العصر، وغيابه خسارة لا تعوض بالتأكيد.
علي مبارك - السعودية [email protected]