في زمن الاتحاد الاشتراكي

TT

> تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «الدولة وموظفوها والحب الدائم»، المنشور بتاريخ 15 يوليو (تموز) الحالي، أقول: إني كنت موظفا وفي موقع مهم في إحدى شركات الغزل والنسيج بالإسكندرية، وقد التحقت بعملي فور تخرجي نهاية ستينات القرن الماضي، حينما كان القطاع العام في مصر، يقود التنمية. بعد سنين، اكتشفت أن النجاحات التي حققها ذلك القطاع، كانت تكمن في موظفيه وعامليه الذين جاءوا أساسا من القطاع الخاص قبل التأميم، حيث عملت الشركة التي كنت أعمل بها بعد ذلك، بقوة الدفع المكتسبة من هؤلاء، وهذا سبب نجاح القطاع العام في حينه، والذي عانى، بعد ذلك، من الانغلاق الاقتصادي، حيث لم نكن نلبس إلا ما ننتجه. وينطبق الأمر على المأكل والاحتياجات الأخرى. وكانت صادرات القطاع العام تتجه إلى دول الكتلة الشرقية، التي كنا نستورد منها أدوات الإنتاج نفسها. وكان القطاع العام في مصر معقلا للأفكار الشيوعية التي كنا نقول عنها تأدبا «اشتراكية». وكان الصوت العالي لبعض العمال يدر عليه دخلا إضافيا. وكانت ممارسة أي نشاط من خلال الشركة تلزم المعني بالانضمام إلى الاتحاد الاشتراكي، وهو الحزب الوحيد الذي كان مهيمنا.

يحيى صابر شريف - مصري [email protected]