جدل الكرة أقل ضررا

TT

* تعقيبا على مقال عبد المنعم سعيد «استوديو تحليلي للحالة العربية!»، المنشور بتاريخ 28 يوليو (تموز) الحالي، أبدأ من آخر ما ورد في هذا المقال القيم، من الجملة التي تقول: «فربما وصلنا ذات يوم إلى حالة (نفهم) فيها أصول الموضوعات وليس فروعها»، لأشير بدوري إلى ما يقال من أن البعض من الناس يبقى غير قادر على الفهم، بينما قد تفهم الأكثرية وتستوعب، ولكن بعد فوات الأوان. نحن قوم لنا مسلمات لا جدل فيها، ولا ندرك أن تلك المسلمات نحن صانعوها أو فارضوها على أنفسنا وعلى من يهمنا أو لا يهمنا من غيرنا. العقل الذي نتفاخر به، موجود للتفكير والتأمل والتشخيص والتقييم، بينما يلعب الجدل دوره فيما بعد، باعتباره الأساس للمنطق، وهو الرياضة والغذاء الروحي للعقل. عند ذلك تكتمل الحلقة وتدور الدوائر، والدائرة هي أكمل جسم هندسي، ولها الفضل على العلوم والاكتشافات. والكرة دائرة، فمثال الكرة والمونديال مرغوب فيه ومحبب لأسباب كثيرة، أهمها سببان. الأول، أن الجدل فيه لا يتسبب في كسر رقبة. والسبب الثاني أجده فيه بيت القصيد، فالكل (يفهم أصول اللعبة وفروعها)، أو هكذا يبدو لهم، بابا مفتوحا للجدل.

مهدي عباس - هامبورغ - ألمانيا [email protected]