واشنطن تعرف ولا تريد

TT

> تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «باكستان.. الحل الوحيد لأفغانستان»، المنشور بتاريخ 8 أغسطس (آب) الحالي، أقول: إن الولايات المتحدة تدرك أهميه الدور والوجود الباكستانيين في أفغانستان، وتدرك أيضا طبيعة الوضع والنفوذ القبليين في البلدين وتأثيره على علاقتهما، لكنها لا ترغب في إشراك باكستان في الحل الأفغاني نظرا للوجود الهندي القوي في المنطقة، وخوفا من إثارة المشكلات مع الهند، الخصم اللدود لباكستان. عسكر باكستان وجنرالاتها هم من يدير دفة الأمور في باكستان، وكذلك في أفغانستان. كما أن التعاون قوي بين المخابرات الباكستانية والإيرانية على الساحة الأفغانية، نظرا لمصلحه كل منهما ورغبة في زيادة المتاعب الأميركية في المنطقة. الأمور في أفغانستان ليست كما هي في العراق، ولا الجغرافيا فيها والتضاريس الصعبة تشبه العراق، وهذا ما لم يواجهه الأميركيون في العراق. فالأفغان تمكنوا قبل ذلك من هزيمة البريطانيين والسوفيات، ولا بد أن يلحق بهم الأميركيون، ولن تتمكن إدارة أوباما من الانسحاب من أفغانستان في فترة ولايته الحالية، لذا فالحل الوحيد المتوفر أمام واشنطن هو ترك الأفغان يحلون مشكلاتهم بأنفسهم بعيدا عن قوى الاحتلال، حتى لو استغرق ذلك سنوات، ففي النهاية لا يجيد التعامل مع الأفغاني غير الأفغاني.

إبراهيم الحربي - السعودية [email protected]