مثقفون معزولون

TT

* تعقيبا على مقال رفيق عبد السلام «بين الفقيه والمثقف»، المنشور بتاريخ 17 أغسطس (آب) الحالي، أقول: من المؤسف أن يكون التعرض لمثل هذا الموضوع المهم بهذه الندرة، ومقتصرا على باحثين وأكاديميين. أتساءل هنا، عن مدى تأثير هؤلاء على الرأي العام وعلى أصحاب القرار. أهم نقطة أثيرت في هذا المقال هي المسار التعليمي وطريقة اختيار طلاب الدين في عالم المسلمين اليوم. للأسف طلاب الشريعة ليسوا أنجب ما تنتج أمتنا من عقول رياضية وعقول قادرة على التفكير العقلاني المتصل بحس قوي قادر على إدراك العالم بانفتاح وتجاوز للذات، حين التقدير ومقاربة الأمور من أكثر من زاوية. وحال المثقفين ليست أفضل، فهم أيضا في معسكر الأدب، وهم هنا لفشلهم، على الأغلب، في أن يكونوا مهندسين أو أطباء. لكن لدينا، أيضا، التاجر والسياسي والإداري والإعلامي، ولكل منهم دور في الفكر الذي يتحدث عنه الباحث. المشكلة إذن ليست في جهل الفقيه أحيانا، ولكنها في عموم الجهل في أمتنا. والحل برأيي، يكمن في أن يكون المثقف فقيها بعض الشيء، والفقيه مثقفا بعض الشيء أيضا. وأن يكون المهندس فنانا بعض الشيء، فالتخصص الذي ينادي به الكاتب، هو صلب مشكلتنا، أي انغلاق كل فئة على نفسها في زاوية، بينما الأفضل هو توجيه بعض خيار عقولنا، حسب رغباتهم، إلى البحث في الدين والتاريخ.

رامي نابلسي [email protected]