العراق الذي حلمنا به

TT

> تعقيبا على مقال وفيق السامرائي «اليوم أوقفت أميركا عملياتها.. فماذا بعد؟»، المنشور بتاريخ 31 أغسطس (آب) الماضي، أقول: إنه لا يمكن مقارنة الوضع اليوم بما كان عليه عام 2003، عندما أعلن بوش انتهاء الحرب في العراق. ففي ذلك الحين، بدا العراق مقدما على عصر جديد، يبدأ بتأسيس نظام ديمقراطي يعتمد على المجتمع المدني، وإقامة سلطة جديدة، تعتمد المساواة واحترام حقوق الإنسان. أي أن تدخل أميركا سيحول العراق إلى ألمانيا أو يابان جديدة. ويشهد كل منصف بأن رد فعل الشعب العراقي كان هادئا، منتظرا، مستبشرا, رغم فظاعة عملية إسقاط نظام الحكم السابق بتدخل واحتلال أجنبيين. لكن بشاعة ما فعله سيئ الذكر بريمر، عندما أنشأ مجلس الحكم على أساس طائفي، واستفزازه للمكون السني الأساسي والمهم، والقوي فعلا، وقيامه بتحجيمه، وجه إهانات بالغة إلى العراقيين، وجعل قطاعات واسعة منه تنسحب من العملية السياسية، وترفض تأييدها، مما فتح الباب أمام المقاومة، الإيجابي منها والسلبي فوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]