> تعقيبا على مقال غازي صلاح الدين العتباني «مستقبل أفريقيا في ظل تسليع الوحدة في السودان»، المنشور بتاريخ 14 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول: إذا كان ثمة تفضيل بين قدسية الإنسان وقدسية التراب، فلا شك أن قدسية الإنسان هي الأهم، وإلا ما معنى وجوده في بقعة بهية إذا كانت هذه البقعة تلفظه وتزدريه، وتحيل حياته جحيما أبديا؟ ما سمي بالوحدة الجاذبة، لم يكن سوى محاولة لتسليع وحدة السودان، والنظر إلى أبعادها ونتائجها المادية من دون اعتبار حقيقي لوجود شعب الجنوب نفسه، الذي عاش على تلك الأرض منبوذا مضطهدا ولعقود طويلة، كان أكثرها قسوة، عهد حكومة (الإنقاذ) التي شنت حروبا باسم الدين والجهاد، شردت الجنوبيين وبعثرتهم في أصقاع الوطن الممتد على مساحة مليون ميل مربع.
محمد عبد الرحيم [email protected]