انفصال يمهد للمزيد

TT

* تعقيبا على مقال غازي صلاح الدين العتباني «مستقبل أفريقيا في ظل تسليع الوحدة في السودان»، المنشور بتاريخ 14 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول: إن حرب الجنوب، وضعت الحكومة السودانية بين خيارين، الاستمرار في الحرب، أو إيقافها بشروط مرة، حيث لم ينهزم أحد الطرفين أو يستسلم. والجنوبيون لم يندمجوا في المجتمع السوداني، ولم يذوبوا في كأس العصير المشكل ذي الطعم الخاص، مثل غيرهم من العرقيات طيلة الخمسين عاما الماضية، فكان لا بد من إخراجهم من الكأس، حتى يصبح ممكنا تناول العصير. عشرات القوميات لم تذب في الاتحاد السوفياتي، وانفصل التشيكي والروماني إلى دويلات ذات سيادة، وليس بدعة أن ينفصل جنوب السودان عن الدولة الأم، فالانفصال كان مطلبا منذ الاستقلال. والشكر واجب لحكومة البشير التي منحتهم هذه الفرصة ليعيشوا معا إن استطاعوا، مما يفتح الباب لحكومة الجنوب لتمنح الفرصة نفسها لانفصال الدينكا والنوير والشلك، وتكوين دويلات أصغر.

عبد الفتاح حسن نوري - ألمانيا [email protected]