مسألة نقابية بحتة

TT

> تعقيبا على مقال مأمون فندي «الإعلامي!»، المنشور بتاريخ 16 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول: قليل ما أختلف مع ما يكتبه فندي في مقالاته، ومقاله اليوم من هذا القليل. فسبب انتشار لقب (إعلامي) في مصر برأيي، يعود إلى وضع خاص عرفته مصر منذ العهد الناصري. فقد كان هناك تنظيم نقابي واحد للمهنة. لكن هذا يمنع قانونيا، وجود تنظيم بديل أو ثان أو ثالث للمهنة الواحدة، سواء على مستوى مالكي الصحف أو المحررين فيها؛ عكس دول العالم أجمع. وكان الهدف من ذلك، هو إحكام سيطرة الدولة على العمل النقابي، من خلال تنظيم نقابي واحد، ولا يزال الأمر على ما هو عليه. وتعتقد الجمعية العمومية لنقابة الصحافيين أن قلة عدد أعضائها أفضل من كثرتهم، بهدف الاستحواذ على حصص دعم الدولة لهم. لذا فهم يرفضون قبول عضوية غيرهم من الصحافيين في التلفزيون مثلا؛ ويُحرم على هؤلاء، تسمية أنفسهم صحافيين، لهذا اختاروا أن يطلقوا على أنفسهم صفة إعلاميين، هربا من هذا المأزق، وعدم مخالفة القانون الذي يعاقب بتهمة «انتحال» صفة صحافي. ومع مرور الوقت، بدأ صحافيون العمل في التلفزيون، تحولوا إلى صحافيين وإعلاميين. واختلط الحابل بالنابل. إذن، لا علاقة للأمر بما ذهب إليه الكاتب في تحليله.

صلاح صابر - مصر [email protected]