أمة الصفات المطلقة

TT

* تعقيبا على مقال مشاري الذايدي «هل هذا زمن التافهين؟»، المنشور بتاريخ 25 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول: إن مصيبتنا تكمن في سطحيتنا وفي تصرفاتنا التي تحتكم إلى الغرائز بدلا من العقلانية. فنحن لا نؤمن بالاختلاف مع الآخرين أو التعايش معهم، بل نشدد على رص الصفوف ضد من يختلف معنا في اللون أو النسب أو المنطقة أو الدين أو العرق، أو حتى الطبقة الاجتماعية. الأمور عندنا إما أبيض أو أسود، ولا وجود للرمادي عندنا، فإما معي أو ضدي، إما طيب أو خبيث، على حق أو على باطل، ظالم أو مظلوم. وتخضع لهذه المعايير رموزنا الوطنية والتاريخية عموما التي نضعها عادة في خانة ملاك أو خانة شيطان، ولا نعتبرهم بشرا عاديين تتنازعهم صفات الخير والشر. ثم إننا لا نؤمن بنقد الذات وتقويمها، فنحن إما نشعر بالفخر وبالحماسة أو نقوم بجلد الذات، ولا نحاول أن نجد ممارسة أخرى بينهما.

قيس علي - السعودية [email protected]