«الشرق الأوسط» كما عرفتها

TT

> تعقيبا على مقال طارق الحميد «لقد كان أحمد الربعي»، المنشور بتاريخ 27 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول: إن جريدة «الشرق الأوسط»، هي جزيرة ذات معنى في بحر «الكاكوفونيا»، أو المظاهرة الصوتية العربية، الذي ضاعت فيه المعاني. وهي أنيس المغترب العربي في غربته، بل وظلماته. من أبرز خصائص هذه الجريدة، اختيارها الكتاب، والمحافظة على نوع من الخط التحريري من غير جمود، والإسهام في تشكيل الوعي. بل لا أبالغ إن قلت الإسهام في تربية القارئ والمثقف العربي، وإشاعة معاني الوسطية والاعتدال في زمن الاستقطاب والتقوقع، وتوفير فضاء تلتقي فيه الأفكار المختلفة والمتباينة. وهي مساحة محرمة، لحسن الحظ، على الغوغائيين وأصحاب الشعارات وهواة الإثارة. وهي مع ذلك، نجحت في عدم الظهور كصحيفة نخبوية، بل جمعت بين انتقائية أكيدة وشعبية واسعة من دون أن تنزلق إلى الشعبوية. لا يهم أن تتفق مع «الشرق الأوسط» أو تختلف معها، المهم أن تظل لسنوات طوال، أول عنوان تقصده، أو تطلبه من بائع الجرائد عندما تريد كل جديد.

رامي نابلسي [email protected]