موت وخراب بيوت

TT

> تعقيبا على مقال مأمون فندي «الجنائز والسياسة في مصر»، المنشور بتاريخ 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، أقول: إن ما تطرق إليه الكاتب حقيقي بالفعل. فالموت في المدن الكبرى صار مناسبة للتباهي، سواء بالسرادقات المقامة أو بطول وحجم النعي المنشور في الصحف. من عادتي أن أبدأ يومي بقراءة صفحة الوفيات، حيث أجد بعض الصدق لأن الموت حقيقة، والموت في القاهرة أو الإسكندرية، يأخذ شكلا من أشكال الفن، حيث يتم تصوير الجنائز، وكذلك تصوير الخيمة. أما في القرى، وأحمد الله أن نشأتي كانت في قرية، فالأمر مختلف، حيث هناك «مضيفة» يمكث فيها أهل المتوفى ثلاثة أيام يستقبلون خلالها المعزين الذين يأكلون على مائدة أهل الميت لمدة ثلاثة أيام، ولا يتكلف هؤلاء أية مصاريف، بينما في القاهرة والإسكندرية يتحول الوضع إلى موت وخراب بيوت، كما يقال، فالصوان والحانوتي يكلفان أهل الميت الكثير، بالإضافة إلى المصاريف الأخرى.

يحيي صابر شريف (مصري) [email protected]