ديمقراطية بلا مؤسسات دولة

TT

> تعقيبا على مقال جابر حبيب جابر «النظام السياسي أم العملية السياسية؟»، المنشور بتاريخ 10 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول إن مشكلة العراق لا تختلف عن معظم مشكلات العالم الثالث، حيث تنعدم الديمقراطية التي لا يؤمن بها حكام هذه البلدان، وما حدث في العراق أخيرا، دليل على ذلك. كل من عاش في البلدان الأوروبية المتقدمة أو غيرها من الدول الديمقراطية، يعلم أن الدولة مؤسسات موجودة بشكل دائم، لا تتأثر بنتائج الانتخابات. لم ينتخب القائمين عليها أحد، ولا يتغيرون بتغير الفائزين في الانتخابات. وهذا ما يجعل رئيس الوزراء وطاقمه الوزاري، مجرد موظفين يجري استبدالهم بسهولة إذا لم يحصل حزبهم على الأغلبية المطلوبة في الانتخابات. لا أتصور حصول شيء كهذا في العراق في المستقبل القريب أو حتى البعيد. فقد خاضت الأحزاب العراقية الانتخابات ولدى كل منها رغبة محددة يسعى لفرضها. الدينية منها لتأسيس دولة تطبق رؤيتها الدينية. والانفصالي بينهم فيستهدف إقامة دولته المستقلة، بعد تهيئة الظروف المناسبة لذلك، والحصول على أقصى ما يمكن الحصول عليه من مكاسب. ورغم أن أمثال هؤلاء حصلوا على الكثير، فإنهم يطمعون في المزيد.

وليد الناصري - المملكة المتحدة [email protected]