لبنان.. سوق للبضائع السياسية

TT

> تعقيبا على مقال سمير عطا الله «قائمة لا قادمة»، المنشور بتاريخ 13 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: الغريب في لبنان هو أن كل واحد من اللوردات الذين ذكرهم الكاتب يرى نفسه الوريث الشرعي للدولة اللبنانية، وأنه ما دامت هذه الدولة عاجزة عن أخذ زمام المبادرة وتولي الأمور بنفسها، فهو الأحق بالتركة من غيره. إن أقل سياسي في لبنان، أو زعيم فئة ما مسلحة، يتكلم كما لو كان حاكما للصين. لهذا يصادق من يشاء أو يعاديه. ويرفض أو يقبل ما يراه من قرارات أو محاكم دولية أو محلية. لم تأت إيران أو سورية أو ليبيا من قبل إلى لبنان من تلقاء نفسها، وإنما سويت لها الساحة، وتمت تهيئة المكان والإنسان من قبل أساتذة السياسة والحرب في لبنان. الجميع مرحب به في لبنان، وكل من يحمل بضاعة فاسدة أو كاسدة سيجد لها سوقا رائجة فيه. معظم زائري هذا البلد الحزين يأتون إليه هربا من أزماتهم الداخلية. إلا أن المفارقة تكمن في أنهم يتركون مخلفاتهم الفاسدة في الصحن الذي أكلوا منه. أما أصحاب النوايا الطيبة، وهم كثر، فغير مرحب بهم، وزيارتهم للبنان مشكوك فيها، وغالبا ما يقال إن وراءها مخططا أميركيا - صهيونيا.

ياسر نوافلة (محام) - الأردن [email protected]