استراتيجية خلق الأمر الوقائع

TT

> تعقيبا على مقال بلال الحسن «إسرائيل تحارب الفلسطينيين بالقوانين العنصرية»، المنشور بتاريخ 17 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: إن ما يحدث هو أن الإسرائيليين يقومون بخلق واقع جديد على الأرض، بينما جماعاتنا نائمة، ويمكن أن تسمع غطيطهم من قارات بعيدة. خذ الاستيطان مثلا، إنه يهدف إلى تحقيق غرضين: الأول تكريس يهودية إسرائيل في هذه الأرض، والثاني تعقيد عملية قلع اليهود منها مستقبلا وجعلها مستحيلة. فبعد بناء المستوطنات والمدن، لن تستطيع أي قوة اقتلاعهم من المناطق التي استوطنوها. ومحاربتهم داخل المدن ستكون معقدة بسبب صعوبات هذا النوع من الحروب. وهذا ما أدركه الإسرائيليون أنفسهم. وبناء عليه تجنبوا الدخول إلى أي من المدن في حروبهم. وقد توقفوا في حرب 1973 عند بلدة سعسع، فالجولان عبارة عن مناطق فارغة يسهل احتلالها. الإسرائيليون يتابعون تنفيذ مخططاتهم بشكل ثابت. لم يعتمدوا على بوش ولن يعتمدوا على أوباما أو على غيره، بل على مقدار ما يخلقون من وقائع على الأرض، يأتي بعدها أي زعيم أميركي في البيت الأبيض ليقول: لنكن واقعيين، فكل ما هو قائم واقع يصعب تغييره، والتنازل - الفلسطيني طبعا - أسهل من إزالة مدن.

عبد الرحمن المرعشلي [email protected]