تغييب العدالة أيضا فتنة

TT

> تعقيبا على مقال طارق الحميد «هل يتنازل الحريري عن المحكمة؟»، المنشور بتاريخ 17 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: إن وليد جنبلاط يدفع بلبنان لأن يكون قبيلة وليس دولة تحكمها قوانين؛ ويبدو أنه محكوم في لاوعيه بموقفه من اغتيال والده، فقد تنازل عن دمه في ظل ظروف وتفاعلات سياسية داخلية ودولية معينة، دفعته إلى القبول بالتحالف مع من حملهم مسؤولية اغتيال أبيه. وبالتالي، يريد جنبلاط الابن من سعد الحريري أن يحذو حذوه ويتخذ الموقف الذي اتخذه في قضية مماثلة. إلا أن الأمر لا يستقيم هكذا بالطبع في وجود محكمة دولية شكلت بقرار أممي؛ وهذا ما كان غائبا عن الظرف الذي اغتيل فيه جنبلاط الأب والظروف المرافقة. كما أن التفاعلات الداخلية والخارجية في لبنان وحوله باتت مختلفة أيضا. المحكمة الدولية قائمة ومستمرة، حتى لو ألقى الطرف الخائف منها بورقته الأخيرة، أي الفتنة، والتي لا يملك غيرها. الفتنة أمر مروع، ولكن تغييب العدالة قسرا بسلاح طرف وحيد يحتكره من دون الآخرين ربما كان أكثر من فتنة.

صلاح صابر [email protected]