العرب لم يعودوا قومية واحدة

TT

> تعقيبا على مقال مأمون فندي «إسرائيل وإيران: ندية الاستراتيجية!»، المنشور بتاريخ 18 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول إن الكاتب يراهن على العرب. دعونا نرجع إلى فكرة القومية العربية وصعودها. ولدت القومية العربية في بداية القرن العشرين، وتحديدا قبل الحرب العالمية الأولى، وكانت امتدادا لخطة تدمير الإمبراطورية النمساوية - المجرية، حليفة الدولة العثمانية. أشعلوا القوميات بداية من أوكرانيا شرقا، إلى نهر الراين غربا. ومن هنا بدأ جيل عبد الناصر، بالتلقين على القوميات. وقد انتهى عبد الناصر ودخلت العولمة وعالمية الثقافة والحضارة، وفقا للقوة الثقافية والتسويقية للأفكار. ففكرة أن ما يجمع هذه الشعوب هو كلمة عرب انتهت. اليوم توجد دول مثل قطر، سورية، إيران، تركيا، الجزائر، قد تجتمع حول مصالح مشتركة، أو تلتقي على طريق معين في قضية معينة ما لا غير. أما البحث عن وحدة متكاملة كالتي يقصدها الكاتب فهو مستحيل. أما الجامعة العربية فلا أعتقد أنها ستحل، لأن لدى حكام المنطقة قناعة بأن التكتلات مفيدة اقتصاديا وسياحيا واجتماعيا، وأيضا سياسيا، وبالتالي لن يقوموا بفرط تحالف قائم، لكنهم لا يريدونه أكثر من ذلك.

عبد الرحمن المرعشلي [email protected]