بذور التطرف القومي

TT

> تعقيبا على مقال خالد القشطيني «في السفر عبر»، المنشور بتاريخ 19 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: إن السبب الرئيسي لما حصل ويحصل في عالمنا العربي بحق الأقليات العرقية والدينية والمذهبية، هو ظهور الحركة القومية العربية ونموها في القرن الماضي. فقد كانت متأثرة، إلى حد كبير، بأفكار رواد الوحدتين الألمانية والإيطالية، ولكنها بالغت في طرحها وأهملت القوميات الأخرى التي تشاركها الأرض والمصير، مما دفع تلك الأقليات إلى النهوض لإثبات وجودها. هذا ما حدث في العراق. ولولا الأحزاب العلمانية والديمقراطية التي ضمت في تركيبها مختلف الأجناس والأعراق والديانات والمذاهب، من أبناء العراق مثلا، وتصدت للمد القومي وأجبرته على التراجع والاعتراف بوجود الآخرين واحترامهم، لكان العراق قد تعرض للتمزق. إن تطرف الشعور القومي هو امتداد طبيعي للتعصب القبلي والعشائري، وعدم الانفتاح على الآخرين بل والخوف منهم، ورفض الاندماج معهم كما يحدث في أوروبا مثلا.

سامي البغدادي - تورينو - إيطاليا [email protected]