وحدة الملك عبد العزيز هي أول تجربة وحدوية عربية ناجحة وقائمة

TT

* قرأت ما كتبه الأخ يحيى عواجي، المنشور في صحيفتكم يوم الخميس 28/10/2010، تعقيبا على مقال رئيس التحرير المعنون بـ«من يكترث بالعروبة اليوم؟»، وما أشار إليه الأخ يحيى من أن الوحدة التي تمت في آخر الخمسينات الميلادية بين مصر وسورية هي أول تجربة في سبيل الوحدة العربية، وأنه بفشلها فشل الحلم العربي فتوجه كثير من العرب إلى الاشتراكية والماركسية.. إلخ..

لا يخفى على القارئ أن ثمة مغالطات تاريخية فيما ذُكر أعلاه، فلم يكن تبني بعض الأنظمة العربية للاشتراكية، واعتناق كثير من المثقفين العرب للماركسية، رد فعل على فشل مشروع الوحدة بين مصر وسورية! كذلك لم يكن تحول كثير من الاشتراكيين العرب إلى «إسلاميين» بسبب سقوط الاتحاد السوفياتي، فكثير من المثقفين العرب الاشتراكيين تحولوا إلى إسلاميين في ستينات وسبعينات القرن المنصرم! والمتابع يعرف ذلك جيدا، غير أنني أتجاوز هذا الخطأ إلى خطأ تاريخي أكثر فداحة منه، وهو القول «إن الوحدة التي تمت بين مصر وسورية هي أول تجربة وحدوية شهدها التاريخ العربي»، وهذا القول كثيرا ما يرد في أدبيات القوميين العرب، متجاوزين التاريخ وحقائقه التي تشهد وتؤكد أن أول وحدة عربية ناجحة وقائمة إلى اليوم تمت على يد الملك عبد العزيز آل سعود. فلا يخفى أن ما يُعرف اليوم بـ«المملكة العربية السعودية»، كان عبارة عن ممالك وأقطار ومناطق نفوذ لقبائل عربية، استطاع الملك عبد العزيز، عبر ملحمة أخذت منه أكثر من ثلاثين عاما، أن يوحدها في دولة واحدة وتحت راية واحدة، فكانت أول تجربة وحدوية عربية. وقد كان من شأن قيام دولة آل سعود في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، والمراحل التي مرت بها، تهيئة الفرصة لقيام الملك عبد العزيز بمشروعه الوحدوي الكبير. والسؤال الذي يُطرح هو: لماذا يقفز كثير من المثقفين العرب من ذوي التوجه القومي على التجربة الرائدة للملك عبد العزيز؟ وهل شرط الوحدة العربية أن تتبناها وتقوم عليها أنظمة ثورية؟! ثم ماذا عن وحدة مصر وسورية، هل كان متوقعا لها أن تنجح وتستمر؟! ولماذا فشلت؟ وما الذي قدمته خلال سنتين لمواطنيها، خاصة في القطر السوري؟! سعد عبد الله العتيبي الرياض - السعودية [email protected]