مشكلة السودان تنموية

TT

* تعقيبا على مقال عثمان ميرغني «السودان.. شماعة أميركا وبكاء العرب»، المنشور بتاريخ 27 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: للحقيقة، إننا مسؤولون جميعا كأمة عربية أمام التاريخ في وصول المشكلة إلى هذا الحد الخطير، حيث لم يعد ينفع بكاء ولا تباك. لقد زرت جنوب السودان أكثر من مرة عندما كنت تلميذا صغيرا في المرحلة المتوسطة، ورأيت فيه جنة الله على الأرض: أراض خصبة، وغابات كثيفة، فيها كل نعم الله من أخشاب، ومختلف أنواع الحيوانات البرية، بل والنادرة، ومعظم الفواكه التي لم تكن تحتاج إلى عناية خاصة من المزارعين، بل تكفلت بها الأمطار، التي تستمر عادة ستة شهور في السنة. أوردت ذلك لأقول: إن مشكلة الجنوب ليست عنصرية ولا عرقية فقط، بل هي تنموية قبل ذلك. ولو سعى زعماء السودان منذ الاستقلال إلى تنمية البلاد والاهتمام بجنوب البلاد لما وصل الحال بالسودانيين إلى اللجوء إلى الاستفتاء على بقائهم موحدين.

خزرجي برعي ابشر ;[email protected]