السودان جبل من السلبيات

TT

* تعقيبا على مقال عثمان ميرغني «السودان.. شماعة أميركا وبكاء العرب»، المنشور بتاريخ 27 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: إن مشكلة السودان بدأت منذ استقلال السودان، ونتجت عن مساوئ الحكومات التي تعاقبت عليه من ديمقراطية وعسكرية انتهت جميعها بدخول البلاد في نفق من الفوضى، يوشك السودان كله أن يضيع فيها. بعد نهاية ثورة مايو (أيار)، وتصفية حساباتها مع أجهزة الدولة، كان أول عمل قامت به هو حل أفضل جهاز أمن على مستوى العالمين العربي والأفريقي، من دون النظر إلى العواقب التي ترتبت على ذلك. ثم جاءت حكومة الصادق المهدي، وألغت اتفاقية الدفاع المشترك مع مصر، وكذلك بروتوكول التعاون مع ليبيا. ثم قدمت الحكومة من التنازل ما لم تكن تحلم به الحركة الشعبية منذ دخولها جوبا. أما موضوع الانفصال، فقد قررته مسبقا أجندات خارجية ترجمتها الحركة على الأرض، بطلب المزيد من التنازل، حتى من دون أن تلتزم هي بتنفيذ ما يخصها في الاتفاقية. تريد الحركة منطقة أبيي لتكمل مسلسل التنازل من دون أخذ حق قبيلتي المسيرية والرزيقات التاريخي في المنطقتين. وتريد تنظيم الاستفتاء قبل ترسيم الحدود. إن حدث هذا فسيفتح بابا للحرب يصعب غلقه، خاصة في ظل الدعم الأميركي غير المحدود للحركة، والصمت العربي القاتل الذي يقابله.

عوض م. أحمد [email protected]