> تعقيبا على خبر «الميرغني: مشكلات السودان سببها التدخلات الخارجية»، المنشور بتاريخ 1 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول إن الميرغني أصاب كبد الحقيقة عندما قال إن سبب المشكلات في السودان هو التدخل الخارجي لتحقيق مصالح الآخرين في السودان، من خلال استمالة بعض أصحاب المصالح الشخصية من المواطنين السودانيين. إنني ممن لا ينكرون وجود بعض المشكلات، ووقوع بعض المظالم هنا وهناك، لكن لا ينبغي أن يدفعنا هذا إلى أحضان القوى الأجنبية الطامعة في ثروات بلادنا وخيراتها. كنا نأمل من سلفا كير، وهو الرجل الثاني في الدولة، أن يتريث قليلا حتى يتحقق بزوغ دولته المرتجاة من خلال الانفصال عن الشمال، لا سيما وقد أعلن في الأمم المتحدة أنه سوف يصوت للانفصال. إن بعض قادة الحركة الشعبية الذين يبشروننا بحتمية الانفصال، ويدفعون مواطني الجنوب إلى هذا الخيار، لم يستوعبوا التغييرات الهائلة التي حدثت في بنية العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية للمواطنين في الشمال والجنوب. لقد تجاوزوا الكثير من المرارات، ويسعون للعيش معا في دولة قوية بحجم السودان الحالي، يسودها العدل والمساواة والرخاء، ويدركون أن هذه الأماني لا يمكن أن تتحقق إلا في ظل السودان الموحد، لا في دولة تبشر بعدائها قبل قيامها.
د. إدريس محمد السلاوي - السعودية [email protected]