صامت كبير على جرائم أكبر

TT

> تعقيبا على مقال جابر حبيب جابر «عندما تغيب المسؤولية»، المنشور بتاريخ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أقول: فيما يتعلق بموضوع طارق عزيز، أرى أنه بدلا من القول بأن عزيز كان ذكيا بما يكفي ليحيا طويلا في ظل النظام السابق، القول بأنه كان فاقد الضمير والإنسانية، إلى درجة لا توصف، بحيث جعلته يحظى بثقة صانع أبشع وأقسى نظام عرفه تاريخنا المعاصر. أين كان طارق عزيز عندما كان المعارضون، بل حتى غير المعارضين ممن لم تكن لهم في السياسة لا ناقة ولا جمل، يواجهون بأحكام الإعدام من قبل محاكم صورية ولأسباب واهية، وغالبا ما نفذت تلك الأحكام خلال أسبوع؟ بل لم يكن لأحد منهم أن يعترض أو يستأنف، أو حتى يحق لذويه المطالبة بجثته. نعم كان عزيز ذكيا إلى درجة لم تكن لتخفى عليه كل الجرائم التي اقترفها النظام السابق، فقد عايشها لحظة بلحظه، وحضر إعدامات رفاقه في الحزب أيضا، ومع ذلك كان كل همه تلميع صورة صدام، في داخل العراق وفي المحافل الدولية.

محمد علي الكاظمي - المملكة المتحدة [email protected]