في السياسة والنشاط السياسي

TT

تعقيبا على مقال صافي ناز كاظم «هذا الشيء الذي اسمه (سياسة)»، المنشور بتاريخ 3 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: إن ثمة من يعرف السياسة على أنها فن الممكن. وإذا كان الأمر كذلك، فهي لا تخرج عن كونها شكلا فنيا مرادفا لمجالات أخرى متعددة، مثل التعليم والتربية والثقافة والأدب بأنواعه المختلفة. إذن لا انفصال بين السياسة ومجمل النشاط الفكري، ولكن الاختلاف الذي قد يحصل هو في الغايات النهائية لتلك النشاطات، باعتبارها وسائل وأساليب فنية خاضعة لنوايا هواتها ومحترفيها. وتبعا لتلك النوايا، حسنة كانت أم سيئة، تأتي نتائج تلك الغايات، وتنعكس على سواد الناس إيجابا أو سلبا. وهنا، نجد تأثير الآيديولوجيات واضحا على أصحاب القرار السياسي، فهي إفراز رؤاهم التي تحدد وجهات مساراتهم السياسية، وتنظم أنماط سياقات العمل، وترتب طبيعة علاقات الدولة الخارجية والعلاقات بين أفراد المجتمع وفيما بينهم وبين الدولة ذاتها. وهكذا نرى أن سواد الناس يتطابقون مع السياسيين، إذا تبين لهم أن سياساتهم تهدف إلى تحقيق مصالحهم الآنية وطموحاتهم المستقبلية، وبعكسه يحصل التنافر، ويصبحون في واد وساستهم في واد آخر، حين يسعون إلى غايات أنانية دنيئة، ويتشبثون بكراسي الحكم حتى الرمق الأخير، بل حتى أن يحل أبناؤهم محلهم، طبقا لقاعدة (خير خلف لخير سلف).

زيدان خلف محي اللامي – العراق - بغداد [email protected]