كلها انقلابات ما عدا تموز

TT

> تعقيبا على مقال وفيق السامرائي «متى يكتسب الانقلاب العسكري الشرعية؟»، المنشور بتاريخ 9 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: إن المعارضة العراقية ممثلة في جبهة الاتحاد الوطني، كانت على تنسيق مع قادة الجيش العراقي وقت انقلاب ثورة 1958، لذلك خرج الألوف من المواطنين لمساندة الجيش يوم 14 يوليو (تموز)، ولذلك اعتبرت ثورة وليست انقلابا. لكن ذلك لم يرق للغرب عموما والولايات المتحدة بالذات، وكلاهما لم يستسغ منجزات الثورة (خروج العراق من حلف بغداد والكتلة الإسترلينية، وتأميم النفط، والإصلاح الزراعي وغير ذلك). كذلك لم تبتلع مسألة التقارب مع المعسكر الاشتراكي، وقام البعثيون وعبد السلام عارف بمحاولات لاغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم، لكنه عفا عنهم وأطلق سراحهم، فاستغلوا طيبته وقاموا بانقلاب 8 فبراير (شباط) 63، الذي انتهى بقتله بعد محاكمة دامت 8 دقائق. وقد قال علي السعدي، رئيس الوزراء، واصفا الانقلاب: «جئنا بقطار أميركي؛ السائق بريطاني، والركاب عرب». وتمت تصفية عشرات الآلاف من اليساريين وأنصار قاسم. ثم انقلب عارف على البعثيين في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) 1963، مستنكرا الفظائع التي قاموا بها. وقامت أميركا بإيصال البعثيين إلى السلطة مرة أخرى، وذلك بانقلاب 17 يوليو (تموز) 68، بمساعدة عبد الرزاق النايف وإبراهيم الداود، وذلك بسبب تعاظم المد اليساري في الشارع العراقي آنذاك، الذي قام بسحقه صدام حسين في سبعينات القرن الماضي. لذلك، فإن أميركا كانت وراء كل الانقلابات ما عدا ثورة يوليو (تموز).

سامي البغدادي - تورينو - إيطاليا [email protected]