بين ديغول وساركوزي وعبد الناصر

TT

> تعقيبا على مقال فؤاد مطر «العالم الثالث يداوي جراح العالم الأول»، المنشور بتاريخ 10 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: إن شارل ديغول، الجنرال المتخرج من «سان سير» العسكرية، والسياسي والعسكري، ومؤسس حكومة فرنسا الحرة في لندن، والمؤلف الذي يعتبره الفرنسيون الأب الروحي للجمهورية الفرنسية الخامسة، يختلف كليا عن نيكولا بول استيفان ساركوزي، اليهودي المجري الأصل. فالأول هو الذي كان يطلق الشعارات عبر مذياع قديم من قلب لندن، فتلهب حماس الفرنسيين نحو وطنهم. أما الثاني، فقد فرت عائلته إلى البلاد كأي مهاجرين آخرين، وبرز من خلال حركه شعبية، وترأس وزارة الداخلية، وفاز في انتخابات الرئاسة بنسبه ضئيلة (52% تقريبا). أما خطاب الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وإعلانه مسؤوليته عن الهزيمة، وعودته للقتال بين صفوف الجماهير، وعدوله عن ذلك في اليوم التالي، فقد كان نتيجة لسيل المظاهرات التي انطلقت صاخبة في شتي المدن العربية، وجعلته يتراجع عن قراره بالتنحي.

أشرف عمر - السعودية [email protected]