من يهدد استقرار لبنان فعلا؟

TT

> تعقيبا على مقال طارق الحميد «المطالبة بحرية الاغتيال!»، المنشور بتاريخ 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: إن بعض الأطراف يدعي حب العدالة، ولكن إذا ما شعر بأن هذه العدالة سوف تطاله، يسارع إلى التشكيك في ‏المحكمة الدولية المنوط بها تحقيق هذه العدالة. وبالطبع، لو كانت المحكمة هذه تحت عباءة إيران أو تتأثر بها بأي شكل من الأشكال، لقبل هذا البعض بها، ولما تجرأ على التشكيك فيها. وثمة آخرون يشككون في المحكمة خوفا من فقدان حلفائهم، وتبخر أحلامهم السياسية، فيلجأون إلى التهويل من المخاطر المترتبة على عمل المحكمة، ويحذرون من فقدان استقرار لبنان. لكن هل كان هؤلاء - ومن بينهم حزب الله مثلا - يتبنون هذه السياسة لو أن الضحية كان من طرفهم؟ أو كانوا يقبلون بانتقاص سيادة لبنان، ويقبلون بوجود قوى أخرى، غير قواهم، غير الحكومية، تتحكم في المطار، وترصد الداخل والخارج ‏أكثر من أجهزة الحكومة نفسها؟ وهل كان حزب الله يقبل بحزب آخر يملك من السلاح ما يفوق ما يملكه الجيش اللبناني؟ لو كان لبنان مستقرا داخليا بالفعل، ولا يعاني من هذا الاختلال، لكان الاحتكام للقضاء اللبناني ‏يسيرا بالفعل.

عمر عبد الله عمر [email protected]