> تعقيبا على مقال خالد القشطيني «في مقهى الشعراء» المنشور بتاريخ 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أقول: لقد فقد الشعر جمهوره لأنه صار مجهول الهوية، وأصبح غير مفهوم من قبل الناس. والغريب أن الشاعر يزداد فخرا بنفسه وبإنتاجه الشعري عندما يشتكي القارئ من أنه لا يفهم شيئا مما يود الشاعر قوله. والأغرب أن النقد الشعري يذهب هو بدوره إلى أقصى الحدود في التطرف، ويدعي أن الإبهام والغموض من السمات الأساسية للشعر الحداثي، في حين أن الفن الجيد، سواء أكان شعرا أم نحتا أم رسما.. إلخ، لا حديث فيه ولا عتيق. إننا نعجب دائما بالأثر الفني الجميل مهما تقادم عليه العهد، الأكيد أن هناك مغالطة تولدت عن إهمال الإيحاء والرمز، كسمات جمالية وأسلوبية متميزة، وحل بدلا منهما الغموض والعبث والالتباس المتعمد، بوصفها عاهات ونقائص قائمة على التلاعب بالكلمات والألفاظ وقلة الاكتراث بالعلاقات الكيفية التي تربط بينها.
إبراهيم علي عمر - السويد [email protected]